اهتمام الأمريكيّن بالاسلام هل ارتفع في فترة رئاسة ترامب؟ و كيف كان قبل ذلك؟

السياسة” الأكثر عنفا تجاه العرب و المسلمين” و ” وجه أميركا الحقيقي” و جملٌ أخرى عديدة، لخصّت سياسات ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تجاه العرب و المسلمين في الشرق الأوسط ، فنهج ترامب الواضح والمكشوف  تجاه المسلمين و استغلالهم في المنطقة العربية، تمييز عن نهج من سبقوه في الرئاسة كباراك أوباما مثلا، يثير التساؤل و يوجِبُ تسليط الضوء على اذا ما انعكست هذه السياسات على اهتمامات الأمريكيين تجاه المسلمين و الاسلام بشكلٍ عام؟ أم هل كان الاهتمام بالاسلام أكثر قبل ترامب وما هو السبب في ذلك؟ 

الكلمات أو العبارات الأكثر بحثا عن وحول الاسلام عبر محرك البحث “جوجل”  تحيل الى اهتمامات المواطنين في أميركا، والتي بدورها يمكن أن تحيل لأحداث تعرض لها المتلقي الأمريكي ولها علاقة بالاسلام. فالمقارنة بين ما تم البحث عنه خلال 5 سنوات و قبل 15 سنة، كفيل بالكشف عن السياقات التي حضر فيها الاسلام في عقول الأمريكين. وهذا ما تم استشفافه من خلال البحث عن كلمة “الاسلام” باستخدام أداة “مؤشرات جوجل” و المقارنة بين هاتين المدتين الزمنيتين 

!خلال خمس سنوات سياسات واضحة و انعكاسٌ خافت

بالرغم من حدة الخطاب العنصري لترامب ضد المسلمين الا انها لم تنعكس بشكل ملفت و كبير الى حدٍ ما على المواضيع التي يبحث عنها الأمريكيون، فخلال الخمس سنوات الأخيرة، أعلى 5 نتائج أغلبها لم تكن مرتبطة بالاسلام و متعلقاته، وانما تشابهاً في التسميات معظمها كانت أسماءاً لشخصيات معروفة أو مشهورة

٢٠٢٠ و النقلة النوعية في نتائج البحث

عبارة ” بايدن اسلام ” تصدرت ترتيب نتائج البحث، فمن البديهي أن تكون محط اهتمامٍ للعديد من الامريكين ومسلمو أمريكا، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي “جو بايدن” حول الاسلام و المسلمين خلال السباق الرئاسي، و بسبب رده على خصمه ترامب خلال المناظرة الانتخابية بجملة “ان شاء الله”. و الملفت أيضا ان نسبة البحث عن عبارة “بايدن اسلام” بلغت في ولاية تينيسي الامريكية 100% وفي ذات الوقت كانت من نصيب ترامب في الانتخابات

عبارة “ماكرون و الاسلام” ايضا شكلت ارتفاعا هائلا في نسبة نتائج البحث و يعزى ذلك لقضية تصريحات الرئيس الفرنسي ” ايمانويل ماكرون” حول الاسلام ،والتي جاءت على اثر حادثة مقتل مدرسٍ ذبحاً بعد نشره رسومات ساخرة للنبي محمد في احدى مدارس العاصمة الفرنسية باريس

سياق أخر تناول في الغالب محط أنظار المسلمين في أميركا، عبارة ” الخليفة الحالي في الاسلام” حازت على ارتفاع هائل بين نتائج البحث المتعلقة بالاسلام، و السبب في ذلك بسبب ادعاء رجل دين من الطائفة الأحمدية يدعى مرزا مسرور أحمد الخلافة ،100% بلغت نسبة البحث عن هذا الموضوع في ولاية نيو جيرسي المعروفة بارتفاع عدد سكانها المسلمين و خاصة العرب

قبل 15 عام ما الذي اختلف؟

هاجس الخوف من الاسلام ومعاداته الذي ولد في عهد الرئيس الأمريكي “جورج بوش الابن” و الذي ظل حاضرا بقناع في عهد “باراك أوباما “، 15 عاما كان فيها تنظيم القاعدة الارهابي و تنظيم داعش من أبرز الموضوعات المتعلقة بالاسلام والتي كان البتُ فيها كثيفا ومتواصلا على الساحة الأمريكية. ويمكن القول أنها و بجانب الهجمات الارهابية التي نفذها منتمون لهذ التنظيمات في أمريكا و العالم، شكلت بؤرة بحث مركزة عن ماهية الاسلام و حيثياته، وهذا بدى واضحاً في جميع نتائج مؤشرات جوجل

عبارات البحث جميعها شهدت ارتفاعا هائلا و جميعها كانت متعلقة بالاسلام و ما يخصه على عكس النتائج التي ظهرت في اخر 5 سنوات، و بذلك يمكن القول ان اسبقية الطرح والحدث تلعب دورا في جذب الاهتمام حول قضية ما

أحداثٌ اتسمت بنسقٍ دموي وأخرى عنصري

هجمات ارهابية هزت امريكا منفذوها عناصر متطرفون، كان أولها تفجيرٌ في مدينة بوسطن عام 2013 خلال مارثون للركض راح ضحيته 3 قتلى و 260 اصابة. و في 2015 قتل زوجان أعلنا ولائهما ل”داعش”، 14 موظفا في هيئة الصحة في مدينة سان برناردينو في هجوم اطلاق نار ، أما الحادثة الاكثر دموية في تاريخ امريكا منذ أحداث 11 سبتمبر، كانت في عملية إطلاق نار في مدينة أورلاندو في 2016 راح ضحيتها 50 شخصا وجرح 53 أخرون

اعمال دموية و عنصرية طالت المسلمين في أمريكا كان أبرزها جريمة شابل هيل في ولاية نورث كارولاينا و التي نفذها رجل أمريكي و راح ضحيتها ثلاثة طلاب مسلمين عام 2015. وفي العام نفسه شهدت ولاية فيرجينا اغلاق مدارس بسبب واجب مدرسي عن الخط العربي القرأني، اتهم فيه الآباء المدرسة بمحاولة غرس الإسلام في نفوس الطلاب

حوادث كهذه و غيرها دفعت المسلمين للخروج عن صمتهم لايصال صورة انهم لا يشكلون خطرا على المجتمع الامريكي

وبهذا تكون اهتمامات الامريكين في عهد ترامب حول الاسلام ضئيلة مقارنة بالاهتمام حولها فيما سبق، أما بعد رحيل ترامب كيف ستكون سياسيات بايدن في المنطقة العربية و الاسلامية و كيف ستؤثر على تساؤلات المجتمع الامريكي؟

Leave a comment